أخبار

بدران جيا كرد: عام 2021 كان مميزا بالنشاط الدبلوماسي ونتطلع لتحقيق الاستقرار المستدام

قال بدران جيا كرد إن عام 2021 كان عاماً مميزاً للنشاط الدبلوماسي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وأشار إلى أن الحوار السوري هو الحل الوحيد للأزمة السورية، مؤكداً أن جميع محاولات ضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة فشلت، وسيكون عام 2022 عام انهيار الفاشية التركية وتحقيق الاستقرار.

وجاء حديث بدران جيا كرد أثناء مشاركته في برنامج خاص من خلال وكالة هاوار، للحديث عن أهم الأحداث السياسية التي شهدتها الإدارة الذاتية خلال عام 2021 ومخططات الإدارة خلال العام الجديد.

جيا كرد وفي بداية حديثه قال : إن 2021 كان عاماً مميزاً وخاصة من الناحية السياسة والدبلوماسية التي اتخذت جانباً مهماً واتساعاً كبيراً بالنسبة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وتابع : هذا الاتساع والانفتاح السياسي جاء نتيجة للتضحيات الجسام التي قدمتها شعوب المنطقة، وما قامت به بما يقع على عاتقها من نضال ضد الإرهاب، هذه الجهود التي كللت جهود الإدارة أيضاً بالانفتاح السياسي خارجياً.

 بكل تأكيد في هذا العام كان للإدارة وزن وثقل سياساً أكثر وكانت في نظر القوى الدولية، إلى جانب قواتها العسكرية قوة لا يستهان بها في تأمين استقرار المنطقة وتشكيل ركيزة للحل السياسي في سوريا.

كانت هناك لقاءات مكثفة وقيادة المرأة لمشروع الإدارة كان لها تأثير مهم

جيا كرد وفي تتمة حديثه عن النشاط الدبلوماسي للإدارة الذاتية، أضاف: كانت هنالك لقاءات مكثفة على المستويين الحكومي والشعبي والمدني، فكان هناك تواصل وانخراط للتعريف بمشروع الإدارة الذاتية وكسب التأييد له، وما بذلته الإدارة الذاتية شكل انطباعاً مهماً لدى الدول الخارجية، على أنه بالفعل تجربة الإدارة الذاتية هي تجربة ومشروع يمكن الاعتماد عليه وجعله مشروعاً للحل في سوريا وخاصة أن المبدأ الأساسي له هو التعايش المشترك وهذا ما تفتقر إليه المناطق الأخرى من سوريا وحتى في الشرق الأوسط.

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي تطرق إلى مشاركة المرأة في هيكلية الإدارة الذاتية وقيادتها للمشروع والتي شكلت تأثيراً كبيراً أدى إلى التقارب والانخراط أكثر مع المجتمع الدولي، وقال:  قيادة المرأة في هذا المشروع وفعاليتها وريادتها كان لها تأثير كبير ومهم جداً أدى إلى التقارب والانخراط أكثر في مجالات عدة ،وأيضاً في هذه السنة تم تجاوز العديد من  التحفظات التي كانت تعاني منها العديد من الدول لمصالح تخصها مع تركيا والنظام السوري.

وتابع :نستطيع القول بأن الواقع الذي تم فرضه من خلال بناء مشروع الإدارة الذاتية أدى إلى التعامل المباشر وتجاوز التحفظات السابقة، وهذا ما شهدناه في فتح ممثليات  للإدارة وصدور قرار الاعتراف بالإدارة الذاتية من قبل البرلمان الكتلوني وإن لم يكن على مستوى الحكومة الإسبانية لكنه يفتح الطريق أمام تأييد أوسع.

حل الأزمة السورية بيد السوريين، وجميع الاجتماعات الدولية فشلت

وخلال سؤاله عن الاجتماعات الدولية التي عقدت لحل الأزمة السورية لكنها بقيت دون نتائج مرجوة، أردف جيا كرد :

“نحن منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن نؤكد على أمر واحد هو أن الحل السوري هو بيد السوريين وأي جهود ترمي إلى إيجاد حل إن لم يشاركه جميع ممثلي المجتمع السوري فلا يمكن أن يؤدي إلى نتائج ترضي الجميع وستؤدي إلى الفشل وهذا ما نراه.

حيث اجتماعات جنيف الخاصة بالدستور، انسدت حواراتها دون نتيجة، وأيضاً هناك  أجندات سياسية تؤثر على هذه الاجتماعات وتتعمد إقصاء جهات ذات ثقل وكل هذه المباحثات التي تخضع لهذه الأجندات لا تخدم الحل السوري. وتبقى فاشلة.

وعن مسار آستانا أشار  إلى أنه مسار يعقد بين الدول التي تلعب دوراً مباشراً في الملف السوري( تركيا و إيران وروسيا)، ولكل منها مصالح تحاول الحفاظ عليها، والجميع يعلم أن مسار آستانا عقدت الكثير من الصفقات عليه وفي النهاية كانت حكومة دمشق هي المستفيدة منها، ولم تنتج أي شيء يمكن الاعتماد عليه لحل سياسي، بل على العكس أدت إلى الكثير من التهجير وعمليات احتلالية جديدة في سوريا، وإحداث تغيير ديمغرافي وخاصة في عفرين والتي احتلت أيضاً نتيجة لمسار آستانا.

وذكر أيضاً إنه لا يملك أي أجندة سوى مهاجمة الإدارة الذاتية وتوجيه الأنظار إليها وتوحيد المواقف المعادية ضدها وفي نهاية كل اجتماع يخرجون ببيان يتهمون فيه الإدارة بأنها مشروع انفصالي يحاول إنشاء كيان  مستقل عن سوريا.

وقال :”ونحن في هذا الأمر أكدنا أن المشروع قائم على وحدة الأراضي السورية وليس التقسيم”

محاولات كثيرة خلال هذا العام هدفت لضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة

بدران جيا كرد أوضح أن حكومة دمشق وخلال عام 2021، حاولت كثيراً ضرب التماسك والنسيج الاجتماعي في مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة بين الكرد والعرب في مناطق الشدادي ودير الزور ومنبج لكن كل محاولاتها فشلت، كون جميع مكونات المنطقة لها رأي واحد وهو أن استقرار المنطقة تضمنه مؤسسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وهي الوحيدة التي تعمل على تأمين مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.

وذكر إن ذلك يعني أن التماسك الاجتماعي وصل لمستويات عالية وباتت مؤسسات الإدارة الذاتية الخدمية والأمنية تعبر عن آمال وتطلعات شعوب المنطقة، وهذا الأمر عملنا عليه من خلال عقد ندوات ومؤتمرات في جميع مناطق الإدارة الذاتية للاستماع إلى الآراء المختلفة والانتقادات والمطالب المحقة.

الإدارة الذاتية نظرت في العديد من قضايا الفساد ووقعت في يد العدالة

وأضاف : هذه المطالب والآراء كانت مهمة وثمينة للإدارة الذاتية التي أعادت النظر في العديد من قضايا الفساد داخل هيكليتها وكل التوصيات التي خرجت من مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات كانت وما زالت قيد البحث والمتابعة وما زالت الإدارة الذاتية تقوم بعملية المتابعة في ملفات الفساد والعديد منها وقعت بيد العدالة وحسمت.

العقد الاجتماعي ضرورة ملحة وليس بديلاً عن الدستور السوري

في الآونة الأخيرة اجتمعت لجنة إعادة صياغة العقد الاجتماعي في مناطق شمال وشرق سوريا، وعن هذا تحدث جيا كرد ” العقد الاجتماعي جاء كضرورة ملحة لكون الإدارة الذاتية بحاجة لعقد أوسع وأن يكون هناك توافق اجتماعي وسياسي مدني، حيث كانت تعتمد على ميثاق سياسي في سير عملها، لكنها باتت بحاجة لعملية حوكمة ومشاركة أوسع لذلك كان من الضروري أن تكون هناك صياغة جديدة.

وأكد أنه يكون جزءاً من الدستور الديمقراطي المستقبلي الذي يمكن أن نتفق عليه وليس بديلاً عن الدستور كما يروج له بالعكس سنعمل لنكون جزءاً من عملية إنشاء دستور سوري مستقبلي، لكون إدارة قانونية مثبتة في الدستور السوري وستكون من المهام الأساسية لنا خلال العام الجديد.

وستكون هناك عملية انتخابية ذات مشاركة أوسع وخاصة في المناطق التي تحررت مؤخراً من داعش والتي تم تشكيل مجالس مدنية فيها في ظل تحديات كبيرة، وستكون الأبواب مفتوحة للكيانات السياسية والكفاءات لتمثيل مناطقهم وإدارة شؤونهم.

المعاناة الاقتصادية كانت جزءاً من المعاناة السورية العامة

بدران جيا كرد وبالتطرق للواقع الاقتصادي في مناطق شمال وشرق سوريا، أوضح أن العام شهد مضايقات اقتصادية وأزمات وتحديات كبيرة وكانت هناك سياسة ممنهجة ضد المنطقة وخاصة فرض الحصار لترضخ الإدارة الذاتية لمطالب القوى المعادية.

لذا أصبحت الإدارة تأخذ هذه الأمر بعين الجدية للخروج من الأزمات الاقتصادية، ولنقول أيضاً إن هذه المعاناة كانت جزءاً من المعاناة العامة التي يعيشها المشهد السوري وكانت جزءاً من المؤثرات التي أفرزتها عقوبات قيصر.

جيا كرد نوه أن قضية معبر تل كوجر هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى وخلال العام 2021، تم مناقشة هذا الموضوع مع ممثلي الأمم المتحدة وكل الأطراف المعنية لفتحه.

وقال :هذه الجهود مازالت مستمرة وهناك آراء تدعم موقفنا لفتح المعبر ونحن نقول لا يجب إغلاق وفتح المعابر لأجندة سياسية تخدم بعض الجهات ويجب محايدة المعابر عن الأجندة السياسية .

ملف معتقلي داعش وأسرهم بقي عالقاً

يتواجد في  معتقلات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الآلاف من مرتزقة داعش المعتقلين إضافة لحوالي 11 ألفاً من نساء وأطفال داعش في المخيمات، الإدارة الذاتية طالبت مراراً الدولة التي لها رعايا أن تعيدهم لبلدانهم إضافة لدعم الإدارة الذاتية لمحاكمة المرتزقة.

وعن هذا قال بدران جيا كرد: هذا الملف بقي عالقاً وليس هنالك أي قرار دولي لا في محاكمتهم ولا إعادتهم، هذا الملف لم يشهد أي تغيير وتحرك يمكن ذكره في العام الحالي.

وقال: صرحنا وأكدنا أننا مستعدون لتقديم جميع التسهيلات لإعادة النساء والأطفال إلى بلدانهم لكن لم تتحرك الدول تجاه ذلك كانت هناك أعداد قليلة جداً تم إعادتهم من قبل بعض الدول وإذا استمر الأمر بهذا العدد القليل في كل مرة فإن هذا الملف سيستمر لسنوات طويلة.

أملنا من الأطراف الكردية أن تكون داعمة للإدارة الذاتية ولا تنجر لأي عمليات معادية

منذ 16 كانون الأول أغلق معبر فيشخابور من قبل سلطات الديمقراطي الكردستاني وبعده بأيام أغلق معبر الوليد أيضاً.

بدران جيا كرد وخلال السؤال حول ماهية التنسيق الحاصل ما بين القوى المعادية لمشروع الإدارة الذاتية وازدياد هجمات الاحتلال التركي، ذكر: نحن في الدرجة الأولى نأمل من الأطراف الكردية أن تكون داعمة ومساعدة للإدارة الذاتية كونها تعتبر مسكباً وطنياً لكل مكونات المنطقة ولكل الشعب الكردي وعليها ألا تنجر لأي عمليات معادية لا تخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الكردي وشعوب المنطقة وعدم الانخراط في أجندات تمارسها تركيا مع مرتزقتها وحكومة دمشق ضدنا.

المشهد السوري لم تطرأ عليه تغيرات مهمة…حكومة دمشق توهمت النصر

جيا كرد وخلال حديثه تطرق إلى المشهد  السوري وعنه تابع: بشكل عام نستطيع القول إن المشهد السوي لم تحصل فيه تغيرات مهمة، لكن كانت هنالك تغيرات لصالح بعض القوى وخاصة حكومة دمشق التي قامت بعمليات مصالحة وتسويات في مناطق درعا ودير الزور، وأيضاً بعض العلاقات التي تطورت مع دمشق من قبل بعض الدول العربية.

وقال: هذا الأمر إدى إلى أن تتوهم حكومة دمشق بأنها عادت كما كانت سابقاً وانتصرت وحلت القضايا لكن الأمر ليس كذلك، بعد 10 سنوات من القتل والدمار لا يمكن الحديث عن النصر في ظل الأزمة المستمرة .

الحوار بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق…

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية أشار حول هذا الموضوع إلى أن لقاءً وحيداً حصل بين الإدارة الذاتية ودمشق خلال عام 2021، كان بمبادرة روسية ولم يسفر عن أي نتائج ولم يتطور نتيجة عقلية النظام السوري.

لكن يمكن القول إن المبادرة الروسية ما تزال مستمرة وتقوم بدور الضامن في الحوار، وتتركز النقاشات معها(روسيا)، على كيف ستكون خطة الحوار المستقبلي.

نتمنى في العام الجديد المزيد من الاستقرار… وهو عام انهيار الفاشية التركية

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وفي ختام حديثه في البرنامج حول العام الجديد 2022 قال: ” نتمنى في العام الجديد المزيد من الاستقرار  والتقدم وتجاوز التحديات ونأمل أن يكون عاماً سعيداً ودعماً والتفافاً حول مشروع الإدارة الذاتية الذي يعتبر حلاً للأزمة السورية وتجاوز الثغرات بجهود مشتركة. وأيضاً لدينا مخطط تم إعداده في المجالات الاقتصادية والخدمة لتجاوز الكثير من المشاكل التي عانينا منها.

بينما نعمل في اتجاه توفير آفاق الحلول السياسية وتأمين الاستقرار المستدام وتطوير الحوار السوري سواء مع الشعب في الداخل أو مع حكومة دمشق وتطوير الحوارات الوطنية على المستوى الكردي.

وتابع: العام الجديد سيكون ذا تغيرات كبيرة وخاصة عندما نرى الجانب التركي الذي يعتبر التهديد الاستراتيجي والسبب الأساسي لما نعانيه، يعيش في الانحطاط ويتجه نظامه الفاشي نحو الانهيار، لذا العام الجديد سيكون عاماً لانهيار الفاشية التركية وستعيش أزمات شاملة وهذا الأمر سيؤدي  لإحداث تغيرات مهمة في العراق وسوريا والدول الأخرى التي تتدخل فيها، إذاً يجب أن يكون ذلك حافزاً لنكثف نضالنا على مستويات عالية.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى