أخبار

تركيا تقطع مياه علوك مجدداً.. ومديرية المياه تتحرك لتخفيف معاناة الأهالي في الحسكة

تحاول مديرية المياه في مقاطعة الحسكة، عبر الصهاريج وزيادة عدد المناهل، التخفيف من معاناة ما يقارب مليون ونصف المليون نسمة في مقاطعة الحسكة، مع مياه الشرب، في وقت تستمر فيه دولة الاحتلال التركي في قطع مياه الشرب الواردة إلى المقاطعة من محطة ضخ علوك.

عمدت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها مجدداً إلى قطع مياه محطة علوك عن أهالي مقاطعة الحسكة، للمرة 28 على التوالي، على الرغم من وجود اتفاق يخص المياه بين كل من تركيا وروسيا التي دخلت إلى شمال وشرق سوريا كضامن لوقف إطلاق النار أواخر عام 2019.

تسبّب قطع المياه مجدداً في خلق أزمة إنسانية نظراً لحرمان أكثر من مليون ونصف المليون نسمة من المياه، ممن يقطنون مدينة الحسكة والمخيمات المنتشرة على أطرافها، إلى جانب قاطني ناحية تل تمر في ريف المقاطعة الغربي.

ويرى مراقبون للشأن السوري أن تركيا تستخدم المياه كسلاح ضد السوريين ونوع من أنواع الحرب لاستهداف شعب شمال وشرق سوريا، نظراً لتعمدها حبس مياه الفرات عن مجراه ضمن الأراضي السورية، إلى جانب قطعها مياه الشرب من محطة علوك الواقعة تحت سيطرتها في منطقة سري كانيه المحتلة.

يلجأ أهالي الحسكة إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج بمبالغ مالية تتراوح بين 7000- 8000 ل.س لكل 1000 لتر، ما يثقل كاهلهم.

ولتخفيف معاناة المواطنين من انقطاع المياه التام، تسعى مديرية المياه إلى توزيع مياه الشرب على الأهالي عبر الكومينات ومجالس الأحياء، كحلول إسعافية، عبر صهاريج نقل المياه خاصة بالمديرية وبلديات الشعب في المدينة.

وحول آلية عمل المديرية في المرحلة الراهنة، سلطت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في مقاطعة الحسكة نوار صبري لوكالتنا الضوء على مساعيهم لتأمين مياه الشرب.

وقالت نوار صبري في مستهل حديثها “مأساة الأهالي مع مياه الشرب في مدينة الحسكة تتكرر، مجدداً خرجت المحطة عن الخدمة، على الرغم من مناشداتنا المستمرة للمنظمات الدولية الإنسانية لتحييد هذه المحطة عن النزاع، ولكنها بقيت صامتة أمام انتهاكات المحتل التركي”.

وأشارت نوار صبري إلى أن المديرية تعمل في المرحلة الراهنة على زيادة مناهل مياه الشرب التي يصلح مياهها للشرب ضمن المناطق، نظراً لعدم صلاحية مياه مدينة الحسكة للشرب، ونقل المياه عبر الصهاريج إلى الأهالي، والتي يصل عددها إلى 30 صهريجاً.

ولفتت في حديثها إلى كيفية توزيع المياه “يتم توزيع المياه عبر صهاريج المديرية، عن طريق الكومينات والمجالس، وقد تغطي نسبة جيدة من جغرافية المدينة، لكنها غير كافية لتزويد المواطنين بحاجتهم من المياه”.

ولا ترى الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في مقاطعة الحسكة نوار صبري، في توزيع المياه عبر الصهاريج حلاً لأزمة المياه بقدر ما يكمن الحل في إعادة تشغيل محطة مياه علوك، مطالبة مجدداً المنظمات الإنسانية والقوى الدولية بالوقوف بجدية على حل معضلة محطة علوك عبر الضغط على تركيا لثنيها عن استخدام المياه كسلاح ضد السوريين.

ولمحطة ضخ المياه “علوك” أهمية استراتيجية بالنسبة لمقاطعة الحسكة، نظراً لاعتماد النسبة الأكبر من أهالي المقاطعة على مياهها في الشرب.

وحذر مجلس مقاطعة الحسكة في 22 آب الجاري من استمرار دولة الاحتلال التركي في قطع مياه الشرب من محطة علوك الواقعة تحت احتلالها، مؤكداً أنها تهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها لتحقيق مشاريعها الاستعمارية.

وحمّل المجلس منظمات حقوق الإنسان الدولية مسؤولية مآسي المواطنين، جراء صمتها على خروقات دولة الاحتلال التركي التي تتم على مرأى ومسمع الجميع، مؤكداً أن “صمتهم هذا يجعلهم شركاء للاحتلال التركي”.

وطالب المجلس المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري لإنهاء معاناة أهالي الحسكة، وتلافي حدوث كارثة إنسانية حقيقية تهدد أكثر من مليون ونصف مليون إنسان وأكثر من 500 ألف نازح ومهجر في المخيمات”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى