حرائق مفتعلة تستهدف لقمة العيش في إقليم شمال وشرق سوريا
تضررت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل الزراعية في ريف مقاطعة منبج، وأدت إلى خسائر كبيرة تكبدها مزارعو المقاطعة، نتيجة القصف المستمر الذي تقوم به دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
حيث تستمر دولة الاحتلال التركي بقصفها الممنهج لمناطق إقليم شمال وشرق سوريا، المجاورة لتلك التي تحتلها في الأراضي السورية، إلى جانب ذلك يضرم المرتزقة النيران بالقرب من خطوط التماس لإحراق المحاصيل.
وأدى ذلك لاحتراق مزروعات على مساحة 200 هكتار من الأراضي الزراعية، وقرابة 3000 شجرة زيتون، نتيجة النيران التي أشعلها مرتزقة الاحتلال التركي فجر يوم 10 أيار، في المحاصيل الزراعية بالقرب من قريتي “البوغاز وقرط ويران” بريف منبج الغربي.
تقول المواطنة فاطمة المحمد، من قرية الكاوكلي، عما شهدتها أراضيهم الزراعية في القرية والقرى المجاورة: “النيران اشتعلت في محاصيلنا الزراعية نتيجة القصف التركي، حيث بدأت النيران من قرية كورهيوك غرب بلدة العريمة، وصولاً إلى قرية إيلان (اليالني) شمال بلدة العريمة، الأهالي قاموا بتجهيز جراراتهم الزراعية ومعدات إطفاء الحرائق ولكنهم لم يستطيعوا الاقتراب خوفاً من استهدافهم”.
وتضيف متحسرةً على كدح الأهالي “الرياح القوية زادت من حدة النيران وأدت إلى احتراق الأشجار من زيتون وكرم وغيرها، بالإضافة إلى الشعير والقمح والعدس، وحطمت هذه الحرائق كل آمال الأهالي التي كانوا يعقدونها على مواسمهم الزراعية وقضت على مصدر دخلهم الوحيد”.
وأشارت فاطمة، أن المزارعين انتظروا فرحة الانتهاء من الموسم الحالي بالحصاد، نظراً لتكرار حرق المحاصيل الزراعية كل عام من قبل مرتزقة دولة الاحتلال التركي.
وتبين المواطنة وفاء الأحمد، من قرية إيلان (اليالني)، الشاهدة الأخرى على الحرائق التي افتعلها مرتزقة الاحتلال التركي بمحاصيل الأهالي، وما تسبب به “الحرائق اشتعلت على طول القرى الواقعة على خط الجبهة نتيجة قصف الاحتلال التركي ومرتزقته وحرقهم للمحاصيل، مسببةً كارثة بسبب وصول الدخان إلى داخل المنازل، مما سبب حالات اختناق، خاصة لمرضى الربو، ونقلوا على إثرها إلى المستشفيات”.
ولفتت لخطورتها على سكان القرى، بالقول: “هذه الحرائق تشكل خطراً على حياة الأهالي، وخصوصاً الذين تقع بيوتهم على أطراف القرى، فمنازلهم محاطة بالأراضي الزراعية والأعشاب سريعة الاشتعال، مما يجعل حياتهم مهددة بالخطر في أي لحظة، بالإضافة إلى الخطر الذي نعيشه بشكل يومي نتيجة قصف الاحتلال ومرتزقته لقرانا”.
ويرى أهالي مقاطعة منبج في استهداف أراضيهم الزراعية، نوعاً آخر من مساعي دولة الاحتلال التركي التضييق على السكان؛ لدفعهم للهجرة والتخلي عن منازلهم لتسهيل احتلالها، وللنيل من صمودهم في القرى المواجهة لمناطق احتلالها في الإقليم.
ولا توجد إحصائية دقيقة للمساحات المزروعة التي التهمتها نيران دولة الاحتلال التركي حتى الآن، وتقدر بمئات الهكتارات بحسب هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة منبج.
المصدر: ANHA.