أخبار

صحف عربية: ضربة قوية للنهضة الإخوانية في تونس والكاظمي في واشنطن مستوعباً الدرس الأفغاني

شهدت تونس مساء أمس تطوراً لافتاً بعد أن جمّد الرئيس التونسي عمل البرلمان وأقال الحكومة التي تهيمن عليهما حركة النهضة الإخوانية، فيما بدا رئيس الوزراء العراقي الكاظمي خلال زيارته إلى واشنطن وكأنه مستوعب للدرس الأفغاني، في حين رجحت مصادر أن يتم تكليف ميقاتي رئيساً للحكومة اللبنانية.

تطرقت الصحف العربية، اليوم، إلى الوضع التونسي، بالإضافة إلى زيارة الكاظمي إلى واشنطن، إلى جانب الأزمة اللبنانية.

تونس على شفير مواجهة في الشارع

وفي الشأن التونسي، قالت صحيفة الشرق الأوسط “بدت تونس على شفير مواجهة في الشارع، بعدما اعتبرت «حركة النهضة» إعلان الرئيس قيس سعيّد، أمس، تجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، «انقلاباً»، وتعهدت «الدفاع عن الثورة»، رغم توعد سعيّد من يخططون «للاقتتال الداخلي» بـ«وابل من الرصاص لا يعده إحصاء».

وبعد اجتماع طارئ مع القيادات العسكرية والأمنية، مساء أمس، أعلن الرئيس التونسي «جملة من التدابير الاستثنائية التي يقتضيها الوضع… لإنقاذ الدولة»، بينها تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإقالة المشيشي، على أن يتولى سعيّد الإشراف على عمل الحكومة واختيار وزرائها، بالإضافة إلى الإشراف على عمل النيابة العامة في محاكمة النواب الملاحقين باتهامات.

وشهدت تونس حركة احتجاجية غاضبة من الحكومة والبرلمان و«حركة النهضة»، أمس، وسط تفشٍ سريع لفيروس «كورونا» وتدهور الوضع الاقتصادي والسياسي، ووقعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة في العاصمة ومدن أخرى، وطالب المحتجون الحكومة بـ«التنحي» وبـ «حل البرلمان»، واستهدف بعضهم مقرات «النهضة» في مدن عدة، ورددوا شعارات مثل «الشعب يريد إسقاط النظام».

درس أفغانستان يُقرأ جيدا في مكتب رئيس الوزراء العراقي

وفي الشأن العراقي، قالت صحيفة العرب “بدا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وهو يتوجّه إلى الولايات المتحدة لإجراء مباحثات مع الرئيس جو بايدن تشمل مواضيع حساسة على رأسها مستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق، مستوعباً للدرس الأفغاني كنموذج على عدم جدية واشنطن في دعم حلفائها واستعدادها لتركهم لمصيرهم عندما تقتضي مصلحتها ذلك”.

وقال الكاظمي إن بلاده لم تعد بحاجة إلى قوات مقاتلة أميركية لمحاربة داعش، وذلك في رسالة للأميركيين مفادها أنّ الحشد الشعبي لا يريد قواتكم على الأرض العراقية، وأنّه لا يستطيع تحدّي الحشد ومواجهة التيار القوي للمعسكر الموالي لإيران من أحزاب وميليشيات شيعية كانت وراء استصدار قرار برلماني يطالب بإخراج القوات الأجنبية من البلاد.

وحصر رئيس الوزراء العراقي حاجة بلاده للقوات الأميركية في التدريب والمساعدة الاستخبارية، موضّحاً أنّ الجدول الزمني لإعادة انتشار تلك القوات سيعتمد على نتيجة المحادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين هذا الأسبوع.

وإذ يضع كلام الكاظمي الضغط على الطرف الأميركي لإثبات جديته في دعم الحلفاء وحمايتهم في كل الظروف، فإنه يتجنّب إغضاب الأحزاب والميليشيات الشيعية المتنفّذة ويحرص على ترك هامش للتفاهم معها آخذاً في الاعتبار تخلّي إدارة بايدن عنه في حال فتح باب المواجهة معها بسبب وجود القوات الأميركية في العراق.

واتفقت بغداد وواشنطن في أبريل الماضي على انتقال القوات الأميركية الموجودة في العراق ضمن مهمة التحالف الدولي ضد داعش إلى مهمة التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية، ما يعني أن الدور القتالي الأميركي هناك سينتهي. لكن الطرفين لم يتوصلا إلى جدول زمني لاستكمال هذا الانتقال، وهو الموضوع الذي سيكون مطروحاً في اجتماع الكاظمي وبايدن الإثنين في البيت الأبيض.

لبنان.. ترجيحات بتكليف ميقاتي رئاسة الحكومة اليوم

لبنانياً، قالت صحيفة البيان “تتّجه الأنظار، اليوم الإثنين، إلى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث من المفترض أن تُجرى الاستشارات النيابية المُلزِمة، إذا لم يطرأ مستجدّ، لتسمية الرئيس الذي سيخلف الرئيس سعد الحريري على حلبة التكليف وذلك وسط الضغوط الدولية باتجاه الإسراع بتأليف حكومة تضطلع بمسؤولية إنقاذ البلاد، وقبل 4 أغسطس المقبل، ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت.

وفي الساعات الفاصلة عن الموعد المرتقب اليوم، تكثّفت المشاورات والاتصالات في أكثر من اتجاه لبلورة المواقف، وخصوصاً أن الخيارات المطروحة، كبدائل للحريري، محدودة العدد، ويمكن حصْر الجدييّن فيها بمثلث أسماء يضمّ الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي والسفير السابق نوّاف سلام.

إلا أن الصدارة تبدو للرئيس ميقاتي، استناداً إلى توافر أكثرية نيابية تؤيد تكليفه، من دون أصوات الكتلتين المسيحيتين الكبريين، أي كتلة «التيار الوطني الحرّ» وكتلة حزب «القوات اللبنانية»، مع ما يعنيه الأمر من إمكان تكليفه تشكيل حكومة اليوم، لتبدأ رحلة انتشال لبنان من الموت المحتّم الذي بدأت معالمه بالظهور في كل مفاصل الدولة والشعب والمؤسسات.

وفي الانتظار، قدّمت أوساط مقربة من الرئيس ميقاتي لـ«البيان» استعراضاً هادئاً لما يحصل على خط التكليف المرتقب، بدءاً من كون الأخير لن يقبل أن يحمل وزر التكليف من دون تأمين كل مقومات نجاحه في تشكيل حكومة تحكم بتركيبة منسجمة لا متقاتلة، مروراً بكونه يريد ضمانات ثابتة بأن العهد وتياره لن يعرقلا مساره، ووصولاً إلى إصراره على تسمية فريق وزاري لا يستفزّ التلاوين السياسية، على أن يتكون من اختصاصيين مشهود لهم في مجالاتهم وغير تابعين.

علماً أن الشرط الأخير هو بمقام «اللغم» الأكبر، إذ يشكّل رسالة مباشرة إلى الرئيس ميشال عون، مفادها أنّ ميقاتي يشكّل ويسمّي بالتناغم معه، الأمر الذي رفضه عون للحريري.

وعليه، ارتفع منسوب التوقعات بأن يقبل ميقاتي التكليف اليوم، ومن ثم يعتذر بعد فترة قصيرة، من بوابة كونه لا يحتمل تكليفاً طويلاً من دون أفق، ويخلص الكلام في أجواء ميقاتي إلى لفت الانتباه إلى أنّ ما تقدّم يرسم معالم الطريق الحقيقية قبل الولوج في أي قرار، لتشكّل الـ «نعم» بداية للحل المنشود، والذي يأمله اللبنانيون، لا مجرد خطوة إضافية في المجهول، وليكون التكليف مقدّمة لتأليف سريع لا مشروع اعتذار جديداً.

وفي الانتظار أيضاً، فإن التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات، وخصوصاً أن «التيار الوطني الحرّ» قرّر عدم تسمية الرئيس ميقاتي، ما فتح باب التكليف واسعاً أمام السفير نوّاف سلام الذي تقدّم اسمه عند التيار، بعد أن أقام الحدّ عليه في الاستشارات الماضية التي أفضت إلى تكليف الرئيس سعد الحريري.

وذلك، في ظلّ ما يتردّد من سيناريو، ومفاده أنّ خطة الحريري قد تكون جاهزة لتطبيقها على ميقاتي، فيُكلّف ولا يؤلّف، ما يدخل لبنان في فراغ جديد وتقطيع للوقت حتى موعد الانتخابات النيابيّة في مايو من العام المقبل”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى