أخباربيانات

البيان الختامي للمؤتمر العام الثاني لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني

في 30-7-2021 المصادف يوم الجمعة، انعقد المؤتمر العام الثاني لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني بحضور مندوبين عن المجالس المحلية والقطاعات والهيئات التنظيمية للحزب، تحت عنوان:  
“نعاهد  شعبنا في روجافاي كردستان وفي سوريا بمواصلة  مسيرتنا الديمقراطية بروح المسؤولية التاريخية  الملقاة  على عاتقنا، والمستمدة من دماء الشهداء،  ونعاهد بأن نكون أوفياء  لهذا العهد  التاريخي  حتى تحقيق  أهدافنا  المشروعة”.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء حرية كردستان وشهداء سوريا، وعقبها تم انتخاب ديوان مؤلف من خمسة رفاق لإدارة المؤتمر، ومن ثم تم قراءة تقرير الحزب من قبل رئاسة الحزب، وبعدها استكمل المؤتمرون فعاليات المؤتمر، حيث تم استعراض عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمروالمجلس العام، وتم فتح باب النقاش حول البنود المدرجة على  جدول عمل المؤتمر.
الوضع السياسي:
 أكد المؤتمر أن استمرار الأزمة السورية وعدم إيجاد حل سياسي لها، أدى إلى تفاقم الوضع المأساوي في البلاد، وزاد من دوامة العنف والفظائع في العديد من المناطق والمدن، الأمر الذي أفضى إلى سقوط المزيد من الضحايا وإلى نزوح أكبر هرباً من جحيم الموت.
وفي هذا السياق، أشار المؤتمر إلى أن ما اتبعه نظام البعث من العنف الدموي والإنكار ضد الشعوب والجماعات والنساء والشباب والمثقفين في سوريا، كان ما أبرز الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأزمة والفوضى في سوريا.
يُضاف إلى ذلك، أن عدم استجابة السلطة لمطالب الشعب في تحقيق التحولات الديمقراطية السلمية في البلاد، ومواجهة الحراك الجماهيري الاحتجاجي السلمي بالعنف، والرد بعنف مضاد، أدى إلى تعميق وتعقيد الأزمة بصورة أكبر.
وذكر المؤتمر أنه بقدر ما يتحمل النظام السوري مسؤولية وصول سوريا إلى هذا الوضع، فإن القوى الدولية والإقليمية وعلى رأسها تركيا تتحمل هي الأخرى نفس درجة المسؤولية، حيث قامت تركيا بمشاركة دول إقليمية أخرى، بتنظيم وتطوير ودعم المجموعات الإرهابية على رأسها تنظيم داعش، وغيرها من الجماعات الإرهابية الظلامية، كجبهة النصرة وأحرار الشام، وتحويلها إلى آلة لتدمير الإنسانية وتنفيذ أجنداتها في سوريا.
وتطرق المؤتمر إلى خطورة مشروع تركيا التوسعي الاحتلالي في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً، لاسيما احتلالها لبعض المناطق من سوريا ورجافاي كردستان مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي وذلك من خلال تدخلها العسكري السافر بحجة محاربة الإرهاب.
وفي سياق تدخلات تركيا، أشار المؤتمر إلى ضرورة تحمل القوى الدولية والامم المتحدة المسؤولية حيال تجاوزات تركيا وانتهاكاتها وسياساتها الرامية إلى إبادة الشعوب والتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي لاسيما في المناطق الكردية.
كما ناقش المؤتمر مشروع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن الإدارة حقّقت خلال الأعوام الفائتة مكتسبات وانجازات عديدة، رغم الكثير من العوائق والصعوبات، مشدداً على أن التطورات السياسية والميدانية المتسارعة، تتطلب المزيد من اليقظة والعمل الدؤوب، ولعل أبرز ما تستدعيه المرحلة هو  تقوية الجانب الدبلوماسي، بما يواكب التطورات السياسية التي تشهدها سوريا عموماً والسياسات الدولية المتغيرة حيال هذا البلد.
وفي سياق الحديث عن الإدارة الذاتية، ذكر المؤتمر أن إحدى أهم النقاط الواجب مراعاتها هي مشاركة الأحزاب والقوى السياسية المتحالفة في شمال وشرق سوريا، للقيام بدورها ومسؤولياتها التاريخية، انطلاقاً من التجربة الديمقراطيّة المتمثلة بالإدارة الذاتية، التي استطاعت أن تبرهن على مدار السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية أنها كانت ولا زالت موضع ثقة لدى القوى الدولية الفاعلة في سوريا.
وفي نهاية تقييم الوضع السياسي، طالب المؤتمر الشعب السوري بكل مكوناته وانتماءاته القومية والسياسية وشرائحه وفئاته الاجتماعية، بالسعي- على كافة المستويات- إلى ايجاد تفاهم على عناوين بارزة وخطوط عريضة لعقد مؤتمر وطني شامل وإيجاد حلول عملية لإنهاء الأزمة وبناء سوريا المستقبل.
الوضع الكردستاني:
خلال المؤتمر، تم التأكيد على أن أي إساءة للشعب الكردي في أي جزء من كردستان هي إساءة للقضية الكردية عموماً، وأن أي هجوم عدواني على أي منطقة كردية وأي فصيل كردي هو هجوم على الشعب الكردي وقضيته العادلة.
وبناءً على ذلك، أكد المؤتمر على حق دعم نضالات الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان، وأن نؤثر ونتأثر بأفكارهم وتجاربهم، مع الحفاظ على خصوصية نضال كل جزء حسب الظروف المحيطة به ورؤية العاملين عليه، بعيداً عن التقليد الذي لا يخلق سمواً في أي نضال سياسي وأخلاقي، وبعيداً عن الاملاءات و الانجرار إلى مصالح ضيقة.
كذلك، شدّد المؤتمر على أهمية عقد مؤتمر وطني كردي على مستوى كردستان، مؤكداً أنه بات ضرورة واقعية وعلى جميع القوى الكردستانية تحمل مسئولياتهم التاريخية من أجل تذليل الصعاب التي تقف عائقاً لعقد هذا المؤتمر.
الوضع التنظيمي:
تم النقاش بشكل موسع حول الوضع التنظيمي للحزب خلال الفترة ما بين المؤتمر الأول والثاني،  فقد مر الحزب بمراحل مهمة ومنعطفات تاريخية، حيث شهد خلال المرحلة السابقة توسيعاً في رقعة التنظيم، شمل معظم بلدات ومدن إقليمي الجزيرة والفرات.
وتحدث المؤتمر عن الدور الكبير والفعّال لنضال المرأة داخل الحزب، وتمثيلها ضمن الهيئات والمؤسسات التنظيمية، وكذلك دور الفئة الشابة التي استطاعت القيام بواجباتها ضمن صفوف الحزب.
وفيما يتعلّق بالجانب الإعلامي، تم النقاش حول أهمية استمرار الحزب بإصدار صحيفة السلام وتطويرها لتكون ناطقة باسم الحزب، ودورها المهم في مساندة نضال وتضحيات قوات سوريا الديمقراطية والدفاع عن مكتسبات ثورة روجافاي كردستان وتضحيات شعبها.
وانتهى المؤتمر بالتصديق على النظام الداخلي والبرنامج السياسي للحزب، إلى جانب انتخاب رئاسة الحزب ومكتب سياسي مؤلف من 6 رفاق اعضاء، وعضويين احتياط.
 
حزب السلام الديمقراطي الكردستاني
قامشلو 30/ 7/ 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى