أخبار

السويداء بين التطورات الأخيرة والسيناريوهات المحتملة

تشهد السويداء (جنوب سوريا) حالة من الترقب والتوتر؛ نتيجة إرسال قوات حكومة دمشق خلال الأيام والساعات الماضية، تعزيزات عسكرية مكثفة إليها، وسط تحذيرات من موجة تصعيد جديدة في المنطقة.

وتسعى حكومة دمشق لإخماد الحراك الشعبي في السويداء، المستمر منذ أشهر، حيث ارتفعت مطالب أهالي السويداء؛ من مطالب اقتصادية ومعيشية إلى مطالب سياسية أبرزها “إسقاط النظام” وتطبيق “اللا مركزية الإدارية”.

سعي لإعادة الوجود الأمني والعسكري

الصحفي ومدير مركز “إعلام الانتفاضة” في السويداء مرهف الشاعر، تحدث لوكالتنا عن التطورات الأخيرة، بالقول: “بعد تهديدات وتلويح باستخدام القوة من قبل المستشارة لونا الشبل، وعلى خلفية اعتقال الطالب الجامعي داني عبيد الذي أُطلق سراحه بعد احتجاز ضباط ومسؤولين حكوميين، أرسلت السلطة في دمشق تعزيزات عسكرية من آليات ودبابات وحافلات تقلّ عناصر أمنية”.

 ويأتي ذلك وفقاً للشاعر “في إطار إعادة الوجود الأمني والعسكري في السويداء، بعد أن فقدت سلطتها نتيجة نفوذ الفصائل المحلية، والتي تأتي أيضاً في سياق إيجاد منافذ لقمع الانتفاضة الشعبية. حيث عملت السلطة على تشكيل ضابطة عدلية من مجموعات تتبع لها، منهم عصابات متورطة بالخطف في خطوة استباقية لمحاولة إيجاد فتنة داخلية في المحافظة، إلا أن أهالي السويداء على اختلاف اصطفافهم السياسي واعين لمخططات السلطات الأمنية”.

استمرار الحراك يؤرق حكومة دمشق

وعن أهداف ودوافع دمشق من وراء ذلك، قال الشاعر: “لا بد أن أكثر ما يؤرّق السلطة هو استمرار الحراك الحضاري والسلمي في السويداء منذ تسعة أشهر دون انقطاع والمطالبات بالتغيير السياسي وتطبيق القرار الدولي 2254، حيث حاولت بشتى الوسائل إخماد شعلة الانتفاضة، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ولم تقدِم على خطوات من شأنها معرفة مطالب السوريين والعمل على حلها بل مستمرة بالتضييق الاقتصادي ورفع الأسعار وعدم تقبّل الشركاء الوطنيين والاعتراف بمسؤوليتهم عن هذا الدمار الذي يعيشه الشعب السوري”.

دمشق تحاول جر المتظاهرين إلى العنف

الشاعر قيّم توقيت هذا التحرك، بالقول: “يبدو أن هناك ضغطاً إيرانياً على بعض الأجهزة الأمنية، خاصة وأن بعض العناصر المنقولين يتبعون لفيلق القد،س بحسب ما ذكر تجمّع أحرار جبل العرب، وهو فصيل محلي في السويداء. كما أن السلطة تقع في حرج دولي لعدم تنفيذ التزامها وعدم قدرتها على الحل كونها سبب أساسي في المشكلة السورية، ما دعاها إلى ممارسة هذا الاستعراض ونيتها بتدخّل عسكري في السويداء لقمع الانتفاضة وحسب التسريبات الأمنية فهناك نية لإقامة حواجز، وهذا ما يرفضه أهالي السويداء بطبيعة الحال، وتشكيلها خلايا اغتيال قد تطال نشطاء ومؤثرين في الحراك والانتفاضة الشعبية”.

الاحتمالات مفتوحة

وعن تأثير ذلك على الحراك في السويداء، قال الشاعر: “هذا يعكس أثراً سلبياً قد يجرّ السويداء إلى صراع دموي مع السلطة في حال تعدّيها على إرادة الشعب الحرة، إلا أن لسان حال الأهالي وساحة الكرامة هو الرد بسلمية وحضارية، وقد نجحت مراراً وتكراراً في تجنب المواجهات على الرغم من أن السلطة قامت بقتل جواد الباروكي أحد المتظاهرين السلميين وجرح آخرين. فهي تتعامل بحكمة ووعي وعدم غوغائية وتقدّم نموذجاً وطنياً وإنسانياً حراً في التظاهر طالما حافظت على مؤسساتها الشعبية، وطالبت مراراً بعدم انصياع العناصر العسكريين والأمنيين السوريين كأبناء بلد، لأوامر المواجهة العسكرية من ضباطهم”.

مدير مركز “إعلام الانتفاضة”، مرهف الشاعر أشار في ختام حديثه، إلى أن “الاحتمالات مفتوحة، وقد نشهد في قادم الأيام سيناريو عسكري خطير، وهذا ما حذّرت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحّدين الدروز والفصائل المحلية في السويداء، وقد يكون الرد غير متوقع بالنسبة للسلطة من جبل العرب الذي اعتاد كسر المستعمرين والطغاة”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى