أخبار

دولة الاحتلال التركي تواصل تدمير الإرث التاريخي لمقاطعة عفرين المحتلة

تواصل دولة الاحتلال التركي ما بدأت به في عام 2018 من تدمير للإرث التاريخي للمقاطعة عبر تدمير المواقع الأثرية.

شنت دولة الاحتلال التركي في الـ 20 من كانون الثاني عام 2018 عدواناً كان الأعنف منذ عقود على مقاطعة عفرين المحتلة التي كانت تحتضن أكثر من 500 ألف نسمة من مختلف المناطق السورية الذين فروا من ويلات الحرب طيلة أعوام الأزمة السورية.

وعمد الاحتلال التركي منذ اليوم الأول من عدوانه على المقاطعة، إلى استهداف الإرث الثقافي للقضاء على هوية عفرين، حيث قصف معبد عين دارة الأثري في الـ 21 من كانون الثاني من العام ذاته، وتدمير المعبد بشكل شبه كامل، حسب مديرية الآثار في مقاطعة عفرين.

امتازت مقاطعة عفرين قبل العدوان التركي ومرتزقته، باحتوائها على عشرات المواقع الأثرية التي ترمز لحضارة وثقافة المنطقة في تاريخ الشرق الأدنى القديم، بحسب الدراسات التاريخية.

قصف الاحتلال التركي عدداً كبيراً من المواقع الأثرية عمداً في مقاطعة عفرين خلال عدوانه، وكانت من أبرزها معبد عين دارة وموقع نبي هوري وتل جندريسه الأثري، بينما ألحق أضراراً جسيمة بالموقع الأثرية الأخرى.

رغم التنديد بجرائم دولة الاحتلال التركي بحق مقاطعة عفرين وأهلها، إلا أنها استمرت وبوتيرة متسارعة في تدمير الإرث الثقافي لشعوب المنطقة، بعد احتلالها للمقاطعة في الـ 18 من آذار 2018 وحتى هذه اللحظة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أعربت عن بالغ قلقها من تداعيات الأوضاع في شمال سوريا على المدنيين وعلى التراث الثقافي في المنطقة، لكنها لم تفعل شيئاً سوى التعبير عن القلق.

يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته عقب احتلال مقاطعة عفرين، تدمير وسرقة القطع الأثرية ونقلها إلى تركيا والدول الأوروبية، وكانت أبرزها موقع نبي هوري (سيروس).

يقول الرئيس المشترك لمديرية الآثار في إقليم عفرين، صلاح سينو، لوكالتنا:” إن الحكومة السورية والمجتمع الدولي لم يتخذا أي إجراءات جدية حول تدمير تركيا للمواقع الأثرية، وخاصة معبد عين دارة، وأكد “إن التقارير التي صدرت عن المجتمع الدولي وحكومة دمشق لم تساهم في حماية المواقع الأثرية الأخرى”.

أضاف سينو “تم استثمار جرائم الاحتلال التركي إعلامياً، دون أن تشكل أي ضغط على تركيا لإيقاف هجماتها الوحشية على المواقع الأثرية في مقاطعة عفرين، وخير دليل على ذلك استمرار تركيا بعد احتلال مقاطعة عفرين في تدمير وسرقة جميع المواقع الأثرية والتلال باستخدام الآليات الثقيلة والجرافات”.

أشار سينو إلى أن دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بعد تدميرهم للمواقع الأُثرية حوّلوها إلى مقرات عسكرية وخاصة بعد تجريف تل عين دارة أقدم مرتزقة “الجبهة السورية للتحرير” على إنشاء قاعدة لهم على التلة.

وحسب توثيقات مديرية الآثار في إقليم عفرين، فإن الاحتلال التركي دمرّ 60 بالمئة من معبد عين دارة باستخدام الصواريخ والطائرات الحربية.

وبين سينو إن جميع المواقع الأثرية تم تدميرها بعد احتلال المقاطعة بنسبة 100 بالمئة.

في ختام حديثه، أوضح الرئيس المشترك لمديرية الآثار في إقليم عفرين، صلاح سينو، “أن رسالة دولة الاحتلال التركي كانت واضحة منذ اليوم الأول من عدوانها على عفرين وهي تدمير الإرث التاريخي والقضاء على هوية سكان المنطقة الأصليين، واستبدالها بتاريخ مزيف”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى