أخبار

دون مواجهة على الأرض.. تعقيدات الموقف الروسي التركي في ليبيا

تُشكل مسألة فهم العلاقة الروسية التركية بشأن ليبيا، إشكالية كبيرة في معرفة تفاصيلها ومدلولاتها، فالدولتان ظاهريا تتصارعان على النفوذ أو دعم هذا الطرف أو ذاك، كما أنهما بشكل مواز تعقدان الاجتماعات واللقاءات للتباحث حول الأزمة الليبية.

ويرى مراقبون للشأن الليبي، أن كلا الطرفين يحاول كل منهما عدم المواجهة المباشرة، وإن كان كل منهما يغض الطرف عن ما يفعل الآخر في الجزء الذي لا يتعارض مع مصالحه، مؤكدين بأن تركيا أكثر حرصا على أن يكون لها حضور مكثف على الأرض.

وبحسب المحلل السياسي محمد الأسمر، فإن الاجتماعات المباشرة بين المسؤولين الأتراك والروس، تعطي انطباعا بأن الطرفين يحاول كل منهما كسب بعض النقاط لصالحه دون الدخول في مواجهة مباشرة، قد يكون المنتصر فيها أكثر خسارة ماديا.

ويشير الأسمر في تصريح لـ“إرم نيوز“ إلى محادثات ستجرى غدا الثلاثاء بين وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في مدينة “سوتشي” الروسية، ويرى أن هذا الاجتماع المندرج في إطار تعاون موسكو وأنقرة في ليبيا، لن يكون فيه أي ضغط من أي طرف على الآخر، لوقف تدخلاته بشكل أو آخر.

ووفق المهتم بالشأن العام حامد الشويهدي بأن روسيا قد تكون أقل تأثيرا في الحالة الليبية، نظرا لأن ما يثار حول وجود عناصر روسية تدعم الجيش الليبي، هي مجرد معلومات تطرح دون إثبات ملموس، مستدركا بأن الحضور الروسي، ربما يتمثل في بعض خبراء التدريب، أو إصلاح السلاح الروسي الموجود في ليبيا منذ عقود عديدة.

ويرى الشويهدي في تصريح لـ“إرم نيوز“ أن الموقف الروسي تجاه الجانب الذي تدعمه وهو الجيش الليبي، يظل موقفا يمكن أن تتخلى عنه روسيا في أي لحظة، لأن سحب بضع عشرات من الخبراء والفنيين، أسهل بكثير مما قد تفعل تركيا، والتي أنشأت قواعد وجلبت عشرات الآلاف من المرتزقة الذي نشرتهم في غرب ليبيا.

أما الدبلوماسي الليبي السابق سالم الهوني، فيرى أن تماس مصالح روسيا في تركيا وأرمينيا، يجعلها الطرف الأكثر تنازلا لتركيا في ليبيا، لأنه لا وجود قويا لروسيا في ليبيا، كما أن الموقع الجغرافي لليبيا، لا يشكل لروسيا أهمية قصوى للتركيز عليه.

ويضيف الهوني في حديثه لـ“إرم نيوز“ أن هناك رؤى سياسية تشير إلى أن روسيا تسعى لإيجاد موطئ قدم في ليبيا، يمكنها عبرها اللعب وفقا لاستراتيجية الضغط بورقة اللاجئين على أوروبا، وتمكنها من الوصول إلى الموارد أو على الأقل منع أوروبا من الوصول إليها.

ووفقا للهوني فإن هذه الرؤى تظل ناقصة بشكل كبير، خصوصا في حالة دعم روسيا الطرف الأقوى المشير خليفة حفتر، وهو المعروف عنه حرصه، على أن تظل البلاد ذات سيادة، وسيطرة كاملة على مقدراتها السياسية والاقتصادية.

المصدر:إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى