أخبار

سعي إسرائيلي للوساطة.. ما الذي تخشاه إسرائيل إن استمرت الحرب في أوكرانيا؟

تحاول إسرائيل التوسط بين روسيا وأوكرانيا أملًا في تحقيق اختراق يحقق لها أهدافها السياسية والأمنية، كيف يمكن فهم الموقف الإسرائيلي من الأزمة الحاصلة؟

خلال الأيام الماضية، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجتماع استمر نحو ثلاث ساعات. وبدا لافتًا أن الزيارة لها معانٍ مختلفة، كونها أول زيارة يتلقاها الرئيس الروسي منذ بدء التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا. بحسب تقارير إسرائيلية فقد جرت الزيارة بتنسيق إسرائيلي مع أميركا وفرنسا وألمانيا، وأعقبها اتصال مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ورغم نفي مصادر إسرائيلية طرح بينيت لأي مبادرة أو خطة عمل لوقف التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا، إلا أنها ذكرت أن إسرائيل عملت على تمرير الرسائل بين مسؤولي الدولتين. ويطرح سعي إسرائيل إلى إنجاح أي وساطة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، تساؤلات عن دوافعها، فما الذي تريده إسرائيل؟

إسرائيل لن تغامر مع أميركا والغرب

من المستبعد أن تغامر إسرائيل بعلاقاتها مع روسيا، إذ ثمة روابط تاريخية، صنعت علاقة استراتيجية بين موسكو وتل أبيب، إذ أدت هجرات يهود روسيا إلى إسرائيل بعد تفكك الاتحاد السوفيتي دورًا مهمًا في صياغة هذه العلاقة. لذا تُدرك إسرائيل جيدًا أهمية العلاقات مع روسيا، وبالقدر نفسه مع الولايات المتحدة الأميركية، أهم حلفائها. يضع ذلك، إسرائيل في موقف حساس، لكنه من المستبعد أن يتجاوز هذه الحالة، وأن تصطف إسرائيل علانية لأحد الأطراف.

وتتخوف إسرائيل من تداعيات غير متوقعة، لاستمرار الحرب، وعلى الرغم من أن الحديث يدور بالأساس عن الساحة الأمنية، وأهميتها بالنسبة إلى إسرائيل، إلا أن الأضرار الاقتصادية والاجتماعية المحتملة، تؤرقها أيضًا. وبينما تضيع التداعيات الاجتماعية في الحسابات، إلا أنها تمثل تهديدًا حقيقيًّا لإسرائيل. وفي غضون تضاؤل احتماليات أن تتخذ إسرائيل موقفًا صارمًا من التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا، بدا أن الغرب وأميركا تتفهمان موقف إسرائيل الحساس تجاه الأزمة.

ويشير الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو إلى أن لإسرائيل حسابات مختلفة في الأزمة الأوكرانية – الروسية، وهي حسابات تخص أمنها ووجودها. ثمة قلق إسرائيلي من إمكانية أن تنزلق الأوضاع بين أوكرانيا وروسيا إلى إسرائيل. إذ تضم الأخيرة نحو مليون روسي، وعدد كبير من اليهود الأوكرانيين.

ويوضح عبدو أن “هذا الثقل الاجتماعي المحاط بخصوصية حذرة، قد يحول إسرائيل إلى مساحة للمناكفة حول الأزمة، مبينًا أن ما يزيد عن مليون روسي منهم يهود وغير يهود موجودون داخل إسرائيل، هؤلاء يمثلون قوة انتخابية وقوة مؤثرة في الحياة الإسرائيلية، وقوة اجتماعية كبيرة، الأمر الذي تضعه إسرائيل في حساباتها جيدًا”.

الأمر الآخر الذي يدفع إسرائيل لعدم المغامرة مع الغرب وأميركا، أن روسيا، ليست دولة بعيدة، بل تحولت إلى دولة جارة، فهي التي تتحكم بمجريات الأحداث في سوريا، وهي التي تفتح الباب وتغلقه إن قررت أمام إسرائيل في سوريا، وهي المساحة التي تعتبرها إسرائيل مسألة أمن قومي. إلى جانب ذلك، يحكم إسرائيل علاقات اقتصادية كبيرة مع روسيا، ومن مصلحتها أن تستمر هذه العلاقات، وألا تذهب في رياح الأزمة الحالية.

ويقدر عبدو أنه رغم ضغط الغرب وأميركا على إسرائيل، إلا أن الأخيرة، لن تنزلق إلى ملعبهم، رغم الصعوبات التي يمكن أن تواجهها إثر عدم تبني موقف الغرب وأميركا، لأن تسعير الأزمة سيضر بها وبأمنها، وأن الحل الحقيقي الذي يفيدها، هو وقف الحرب.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى