أخبار

كيف تحوّل موظف مصلحة المياه قاسم سليماني إلى قائد المشروع الإيراني؟

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قاسم سليماني، الجنرال السابق في قوات الحرس الثوري الإيراني، سلط المؤرخ والكاتب الإيراني البارز آرش عزيزي الضوء على ملامح من الحياة السياسية والعسكرية لسليماني، بصفته واحدا من أبرز الشخصيات المؤثرة في سياسة إيران خلال العقود الثلاثة الماضية.

واعتبر عزيزي، في كتابه المنشور أخيرا بعنوان: ”رجل الظل: قاسم سليماني، والولايات المتحدة وطموحات إيران التوسعية“، أنه ”لولا ثورة الخميني وانضمام سليماني للثائرين ضد شاه إيران، لكان لا يزال موظفا في مصلحة المياه بمدينة كرمان مسقط رأسه، أو مدربا لرياضته المفضلة الكاراتيه، بينما منحت الثورة الإيرانية فرصة ذهبية لسليماني، لكي ينضم لقوات الحرس الثوري، ويتحول بعدها إلى أبرز قادة هذه القوات“.

وأضاف أن ”سليماني منذ انضمامه لقوات الحرس الثوري الإيراني عمل على تركيز نشاطه العسكري والسياسي في خدمة أهداف إيران التوسعية، وسياساتها الإقليمية، حتى أصبحت هذه المشروعات مرتبطة ارتباطا وثيقا باسم سليماني“.

وأكد أن ”سليماني شاهد على جميع الأحداث، التي تورطت فيها إيران، سواء على مستوى الداخل من إعدام وتصفية المعارضين للمرشد الأول، آية الله الخميني، أو على مستوى الخارج، والتي تشمل: تعظيم نفوذ إيران في الدول الإقليمية، وتأسيس جماعات مسلحة تُستخدم في حرب الوكالة، أهمها حزب الله اللبناني“.

وبين التقرير أنه ”مع مرور الوقت أصبح دور سليماني أكثر حضورا وتأثيرا في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حتى الأزمات العسكرية الراهنة في سوريا والعراق“.

وناقش الكاتب الإيراني في كتابه دور سليماني في تشكيل سياسات إيران الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط عبر قيادته لفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري، مؤكدا في الوقت ذاته ”فشل مشروع الهيمنة الإيرانية على دول منطقة الشرق الأوسط“.

وأوضح عزيزي المقيم في ولاية نيويورك الأمريكية، أن ”إيران تفتقر لنظام اقتصادي وسياسي قابل للمحاكاة في دول المنطقة مقارنة بالشيوعية، ولهذا انحصرت نظرية نظام ولاية الفقيه في عدد محدود من الدول التي يتركز فيها الشيعة“.

وكشف أن ”سليماني كان يعمل على تصدير مشروع النظام الإيراني حتى إلى أبعد من منطقة الشرق الأوسط، منها محاولته في تسعينيات القرن الماضي تأسيس جماعات مسلحة في البوسنة على حدود أوروبا، على غرار حزب الله اللبناني، والتي باءت بالفشل“.

وخص الكاتب الإيراني الساحة العراقية بالذكر في مسيرة سليماني، إذ رأى أن ”سقوط صدام حسين أعطى فرصة استثنائية لقاسم سليماني؛ إذ عمل على إغراق الولايات المتحدة في مستنقع أمني بالعراق، وذلك بمساعدة الجماعات المسلحة الشيعية التي كانت تحت قيادته“.

واعتبر أن ”سليماني كان يمارس دورا مزدوجا في العراق ذا أهداف عسكرية وسياسية؛ فالهدف العسكري يتركز حول تثبيت نفوذ إيران الأمني في العراق، في حين كان الهدف السياسي لسليماني يرمي إلى تركيز البيت الأبيض على الأزمات في بغداد بدلا من فكرة تغيير النظام في طهران“.

وأكد عزيزي أنه ”بإزالة سليماني، باتت إنجازات النظام الإيراني وفيلق القدس في العراق هشة، وأصبحت الحكومة العراقية الجديدة تسعى جاهدة لتحجيم النفوذ الإيراني بأي ثمن ممكن، كما لا يرغب العراقيون -شأنهم شأن سائر شعوب الشرق الأوسط- أن يكونوا تحت حُكم قادة في الظل“.

المصدر: إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى