أخبار

لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة بناء جيوش حليفة؟

أثار السقوط المدوي للجيش الأفغاني وقبله الفيتنامي والعراقي في الموصل تساؤل مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية حول السبب، الذي يجعل من عملية بناء جيش حليف للولايات المتحدة مسألة فاشلة.

نهاية مخزية

وأشارت المجلة إلى أن جهود الولايات المتحدة لتعزيز قوات الأمن الأفغانية انتهت بصورة مخزية، فقد أمضى الجيش الأمريكي 20 عاما وأنفق 83 مليار دولار في بناء قوة انهارت خلال أسابيع، وتخلت عن البلاد لحركة طالبان خلال تلك الفترة دون اشتباكات تذكر.

وأشارت إلى أن الانهيار السريع لقوات الأمن الأفغانية لم يكن غريبا، فهو في الواقع، أقرب إلى أن يكون أمرا بديهيا لقوات الأمن المحلية، التي تم إنشاؤها بمساعدة عسكرية أمريكية.

وفشلت جهود الولايات المتحدة الثلاثة الأكبر لبناء جيوش شريكة، في فيتنام والعراق والآن أفغانستان، وهناك سبب وجيه لأن تذكّر الصور القادمة من كابول بما حدث في سايغون عام 1975 والموصل عام 2014.

وذكرت أن ما يسميه الجيش الأمريكي ”مساعدة قوات الأمن“ أو ”بناء قدرة شريك“ أو ”عمليات التدريب والتجهيز“ يظل أحد ركائز إستراتيجية الدفاع الأمريكية.

وبعيداً عن أفغانستان والعراق، تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات كل عام وتنشر الآلاف من الأفراد لتدريب ومساعدة الجيوش الأجنبية من دول حول العالم.

ورغم اختلاف الغرض من تلك المساعدة، إلا أن هدفها الرئيس هو زيادة قدرة الجيوش الشريكة على تحمل الأعباء الأمنية المحلية حتى تتمكن الولايات المتحدة من تحويل مواردها إلى أولويات أهم.

شركاء غير مهتمين

ونقلت المجلة عن الأستاذة في جامعة جورجتاون كيتلين تالمادج، قولها إن ”المشكلة تكمن في أن شركاء الولايات المتحدة غالبا ما يكونون غير مهتمين ببناء جيوش قادرة على القتال“.

ورأت أنه يتعين على القادة السياسيين والعسكريين تعزيز ترقية الضباط الأكفاء، وفرض التسلسل القيادي، وتشجيع التدريب القوي، وكبح الفساد لإنشاء قوة فعالة.

وأضافت أنه في الدول الضعيفة أو الفاشلة حيث تركز الولايات المتحدة مساعدتها الأمنية، غالباً ما يعطي الرؤساء الأولوية لبقائهم الشخصي والسياسي على تعزيز جيوش دولهم، وغالباً ما يهدف هؤلاء القادة إلى استخدام جيوشهم كمصدر للمحسوبية أو لمواجهة خصومهم السياسيين المحليين.

وذكرت أن قادة تلك الدول قد يرحبون بسخاء المساعدة العسكرية الأمريكية، لكنهم يخشون بناء قوة محترفة يمكن أن تهدد قوتهم، لذا فهم يتجاهلون مناشدات المستشارين العسكريين الأمريكيين، وينفذون سياسات تُبقي جيوشهم ضعيفة.

وأشارت المجلة إلى أن تلك التحديات ظهرت بصورة كبيرة في أفغانستان، وطوال مدة المهمة الاستشارية الأمريكية، أثبت الضباط الأفغان أن اهتمامهم بالقتال من أجل الحكومة الفاسدة في كابول أقل من اهتمامهم بتأمين ثرائهم الشخصي، وامتصاص الدولارات الأمريكية إلى شبكات المحسوبية الخاصة بهم، أما الجنود الذين يرون بأعينهم فساد ضباطهم، فكانوا مهتمين قليلاً بالمخاطرة بالموت دون قيادتهم.

واستنتجت المجلة أن الوحدات الأفغانية كانت غير منضبطة وضعيفة من الناحية التكتيكية قبل وقت طويل من انسحاب الولايات المتحدة، وأنه مع انسحاب الولايات المتحدة، قرر الكثيرون الاستسلام لحركة طالبان.

وأضافت أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في أفغانستان والبعثات الاستشارية في جميع أنحاء العالم، على إستراتيجيات لتحفيز شركائها الذين لا يعملون.

ويعطي الجيش الأمريكي الأولوية لبناء علاقات مع الجيوش الأجنبية على تطبيق أي نوع من الشروط على مساعدته الأمنية، ويتماشى المسؤولون المدنيون في واشنطن مع نهجها، ثم تصدر الولايات المتحدة تقارير متفائلة للشعب الأمريكي حول التقدم الذي يحرزه الشريك المحلي، والذي يستمر حتى اليوم المصيري عندما يُطلب من هذه القوات العمل بمفردها، وهذا ما حدث في سايغون والموصل ويحدث الآن في كابول.

المصدر: إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى