أخبار

مساعي الاعتراف بالإدارة الذاتية والمخططات المعادية

أشار بدران جيا كرد إلى أن دولة الاحتلال التركية لا تريد أن تحظى الإدارة الذاتية بالاعتراف السياسي ولهذا فهي  تكثف هجماتها.

وأشار جيا كرد إلى أهمية اللقاءات التي عقدوها وقال “أتوقع أن تكون هذه العلاقات التي تتقدم بداية جديدة للإدارة الذاتية من الناحية السياسية .وستجري مفاوضات رسمية مع الادارة الذاتية “.
وبخصوص تصريحات بشار الأسد ذكر جيا كرد أنه يمكن أن ترغب حكومة دمشق بإعادة النظر في بعض سياساتها وتفتح المجال للحوار للتوصل إلى اتفاق.
سألنا بدران جيا كرد نائب الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإداة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن اللقاءات بين الإدارة الذاتية ودول العالم ، وهجمات الدولة التركية، وتصريحات بشار الأسد، وتأثير الوضع في أفغانستان على سوريا.

لفترة طويلة وأنتم تعقدون اجتماعات عديدة مع الدول في الخارج، في البداية هل يمكنكم التحدث عن نتيجة وأهمية هذه الاجتماعات؟
لقد عقدنا اجتماعات مهمة على مستوى وزراء الخارجية والأحزاب والشخصيات. واجتماعاتنا لا تزال جارية. الإدارة الذاتية تطلق حملة سياسية. العديد من الدول الأوروبية تدخل في علاقات مع الإدارة الذاتية دون تخوف. هناك دول أخرى عديدة ترغب في الاجتماع بنا. وهناك أيضًا بعض المشكلات المشتركة التي يريدون مشاركتها معنا.
وهناك العديد من النقاط المشتركة ويتم النقاش بشكل كبير حولها، على سبيل المثال لا تزال بلادنا اليوم تخوض حربًا جادة ضد الإرهاب. جميع البلدان تعتبر نفسها مدينة للإدارة الذاتية وهم يقولون لنا “نحن مدينون لكم على تقديمكم مثل هذا النضال المقدس”. الدول التي اجتمعنا بهم تقول “سندعمكم في النضال وسنواصل تعاوننا معا”.

وكلهم يؤكدون على ضرورة حماية استقرار المنطقة. يقولون أنهم سيقوم بما يلزم من الجانب الإنساني والاقتصادي والسياسي. كما يقولون إنه بدون الإدارة الذاتية لا يمكن تطبيق حل سياسي داخل سوريا. يقولون إنهم سيحاولون أيضًا من أجل أن تصبح الإدارة الذاتية طرفاً في الحوارات السياسية وتقديم حل بهذا الشكل . هذه المناقشات والآراء مهمة للغاية بالنسبة لنا. نتوقع أنه بهذه الطريقة ستستمر هذه العلاقة في التقدم. ستكون هذه بداية جديدة لقبول الإدارة الذاتية سياسيا. بهذه الشكل سوف يحدث تطور المفاوضات الرسمية مع الإدارة الذاتية.
تجري الآن المفاوضات مع الإدارة الذاتية بحكم الأمر الواقع . بعض الدول منفتحة، بينما البعض الآخر على استعداد للتفاوض.
نحن ندرك أن لديهم مصالح مع تركيا وحكومة دمشق والاطراف المختلفة.لذلك فهم متخوفون لكنهم ما زالوا يريدون التفاوض مع الإدارة الذاتية على الرغم من ذلك.

افتتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مؤخرًا ممثلية لها في مدينة جنيف بسويسرا. كيف ترون افتتاح الممثلييات بشكل عام وفي جنيف بشكل خاص؟ هل يمكن القول أنها خطوة للاعتراف السياسي بالإدارة الموجودة في المنطقة؟ 

كان افتتاح ممثلية للإدارة الذاتية في جنيف خطوة مهمة للغاية في تطوير العلاقات والمفاوضات. هذه مرحلة جديدة وعلاقات جيدة تتطور. هذه خامس ممثلية للإدارة الذاتية يتم افتتاحها في الدول الأوروبية. إن افتتاح ممثلية وخاصة في جنيف له أهمية كبيرة حيث يُنظر إليه على أنه مركز السياسة. يتمثل دور الممثليات في القدرة على إيصال مشاكل شعوب شمال وشرق سوريا إلى العالم بكل السبل. فعلى الجانب السياسي ستعمل على الاعتراف بالإدارة الذاتية ،وتطوير العلاقات من النواحي الاقتصادية والأمنية والاستقرار والإنسانية. كما ستعمل في الوقت نفسه على إيصال الجرائم المرتكبة بحق شعبنا في المناطق المحتلة مثل سري كانيه وعفرين وكري سبي للرأي العام والبدء بنضال سياسي وقانوني ضدها.

ظهرت ردود أفعال ضد افتتاح ممثلية في جنيف من قبل الدولة التركية وحكومة دمشق …
نعم، اتخذت كل من الدولة التركية وحكومة دمشق موقفاً عنيفا ضد افتتاح الممثلية في جنيف وهذا يظهرأن كلا النظامين لن يقبلوا أبدًا أن تصبح المنطقة ديمقراطية  ولن يقبلوا الاعتراف بإنجازات الشعب الكردي في العالم.
لذلك يواجهون هذه المكاسب بعقلية عنصرية وشوفينية.
احتجت الدولة التركية على افتتاح مثل هذا الممثلية في جنيف. كما اتخذت وزارة خارجية دمشق نفس الموقف قائلة”هذا المكتب غير شرعي ، إنه مخالف للقانون الدولي ، إنه يمثل الشعب الذي حمل السلاح ضدنا لتقسيم سوريا”.
في البداية نقول أن هذه الممثلية ليست بديلة عن السفارة والقنصلية السورية. إنها تمثل شعوب شمال وشرق سوريا.وهذه الممثليات ستوصل آلام ومشاكل شعوب شمال وشرق سوريا إلى العالم. لأن اليوم حكومة دمشق وسفاراتها في الخارج لم تعد قادرة على تمثيل شمال وشرق سوريا حتى تمثل كل سوريا.
حكومة دمشق تنأى بنفسها عن مشاكل شمال وشرق سوريا، ولا ترى نفسها مسؤولة أمامها، هناك هجمات الدولة التركية، قطع المياه، القضايا الأمنية،الإرهاب وقضايا الاقتصاد، وحكومة دمشق ترى أن هذه القضايا خارج نطاق صلاحياتها ومسؤوليتها. لذلك فإن افتتاح هذه التمثيلات مهم جدا.
هل لديكم تحركات لفتح ممثليات في دول أخرى؟
سيتم افتتاح مكاتب تمثيلية أخرى في الأماكن التي هناك ضرورة لها، ليست لدينا أي خطط لفتح ممثلية في كل بلد. سوف يتم العمل من أجل البلدان التي تحتاجها. بعض هذه الأعمال هي على جدول أعمالنا.

قال بشار الأسد في تصريحات أدلى بها مؤخراً “سوريا لن تعود إلى ما قبل عام 2011. يمكن أن تحكمها إدارة لامركزية”. كيف تقيم تصريح بشار الأسد هذا؟
نحن كإدارة ذاتية نعتبر تصريحات الرئيس السوري مهمة. نأمل أن تؤدي الأفكار والتقييمات التي تم إجراؤها إلى فتح باب جديد وإمكانية إجراء حوار تشمل نتائجه  تحالفات سياسية تجمع جميع الأطراف معاً حول حل سوري. كانت إحدى النقاط الرئيسية في التصريح أن سوريا لن تعود كما كانت قبل عام 2011. هذا هو رأينا ورأي سوريا بأسرها وهو كما نقول دائما لن تعود سوريا إلى قبل عام 2011 أبدا.
في ظل الظروف والشروط الحالية، كيف يمكننا بناء نظام جديد بين جميع السوريين حيث يمكن للجميع أن يجد مكانه فيها ويحمي حقوقه.
أملنا هو أن تنضم حكومة دمشق لهذه اللقاءات مرة أخرى. يجب أن تكون هناك خطوات عملية في هذا الصدد للإيمان بها حقًا ويصبح هذا التقييم بداية جديدة.
النقطة المهمة الأخرى كانت أنه لا يمكن إدارة سوريا من خلال نظام مركزي، يجب أن يكون نظاما لامركزيا. وهذا ما نقوله على مر السنين. نؤكد مرة أخرى على ضرورة حماية القوميات والثقافات، المعتقدات المختلفة الموجودة في سوريا.
قد يفسر كل شخص النظام اللامركزي وفق رأيه. لكن الحقيقة هي تنوع المجتمع السوري. هناك حاجة لنظام لامركزي يتم فيه حماية حقوق الجميع. ليس كما تم الحديث عنه من قبل بإنشاء لامركزية إدارية فقط .من الضروري زيادة مسؤوليات الإدارات المحلية فسيكون ذلك بهذه الطريقة حلاً لجميع المشاكل.
قبل عام 2011 تم اعتماد القانون 107 للإدارات المحلية. يتم الحديث عن أن هذا القانون هو بديل للنظام اللامركزي في سوريا. نقول إنه من غير الممكن أن يأتي هذا القانون بالحل للمشاكل في سوريا. يجب مناقشة الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية في النظام اللامركزي وتحديد المسؤوليات. وبالتالي سيكون هذا حلاً دائمًا لمستقبل سوريا الديمقراطية.

كما قلتم إن هذه التصريحات ليست جديدة وهي أيضاً مطالب الشعب السوري. لكن المثير للاهتمام أن هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها بشار الأسد هذا

تتزايد المشاكل الاقتصادية والمعيشية، خاصة في درعا والسويداء وإدلب ومناطق أخرى كثيرة من سوريا. بدأت بالفعل موجة من الهجرة في سوريا. الوضع في سوريا حرج في هذا المرحلة. إما أن يتغير، ويقبل بالسياسة اللازمة لسوريا، أو سيجعل الوضع في سوريا أسوأ. دخل جيش حكومة دمشق إلى المناطق التي تم التوصل فيها إلى اتفاق بهدف حل المشاكل هناك. ودرعا كانت واحدة من هذه المناطق. اعتقدوا أنهم طردوا مجموعات المعارضة المسلحة من هناك. لكنهم وجد أن هناك أيضًا مشكلات لم يتم حلها. وتفاقمت المشاكل مع مرور الوقت. لا يمكن لأساليب وعقليات حكومة دمشق السابقة إيجاد حل للمشاكل. من المحتمل أنهم قد يرغبون في هذه المرحلة في إعادة النظر في بعض سياساتهم وفتح الطريق أمام الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق. ولأجل ذلك يجب اتخاذ خطوات عملية. عندها سيصدق الجميع أن حكومة دمشق تريد تغيير سياستها وعقليتها. لكن حتى الآن لم نشهد أية خطوات عملية. نحن نريد أن يتم إثبات هذه التصريحات بخطوات عملية.

من ناحية، تحدث تطورات سياسية ودبلوماسية مهمة في منطقتكم، ومن ناحية أخرى، تتزايد هجمات الدولة التركية المحتلة. يتم تنفيذ الهجمات على كل من شنكال وشمال وشرق سوريا وجنوب كردستان بشكل متزامن. ماذا تقولون عن هذه الهجمات؟

الدولة التركية تشن هجماتها على شعوب المنطقة بوحشية كبيرة وعقلية فاشية. خاصة في هذه الأيام الأخيرة، دون تمييز بين العسكريين والمدنيين والمستشفيات والمواقع العسكرية، بل تهاجم بشكل عشوائي على كل ما يظهر أمامها.  و هذا يدل على أن سلطة حزب العدالة والتنمية – حزب الحركة القومية تعاني من وضع حرج للغاية في الداخل وأنها تواجه العديد من الانتكاسات الكبيرة وفقدت الكثير من مناصريها. تواصل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تحقيق خطوات ناجحة. خاصة على الصعيد السياسي تعيش حالة انفتاح مهمة. الدولة التركية تعارض ذلك بشدة ولا تريد أن تدخل الإدارة الذاتية في مثل هذه العملية السياسية. لذلك تسعى في هذه الفترة إلى توجيه رسالة مفادها أنه “طالما أننا موجودون، فلا يمكنك الحفاظ على وضعك السياسي وحمايته، وسوف نتسبب دائماً في المشاكل وعدم الاستقرار، وسنكون دائماً مصدر تهديد لكم.” يريدون توجيه هذه الرسالة إلى شعوب المنطقة والدول التي تتواصل معنا. يسعون بالدرجة الأولى إلى تحذيرهم والقول ، “هذه منطقة حرب ويمكننا مهاجمتها والقضاء علها متى ما أردنا “.

لقد هزمت داعش ولم يعد بإمكانهم تحقيق ما يريدون من خلال داعش كما فعلوا ذلك سابقاً. لا استقرار في إدلب. في الحقيقة إن حسابات الدولة التركية حول إدلب لم تكن ناجحة. كما تسببت الانتهاكات في عفرين في دخول الدولة التركية في وضع صعب وسيء للغاية. هناك الكثير من الضغوط السياسية والقانونية. وقد تم الحديث عن ممارساتهم في بعض التقارير من قبل المؤسسات القانونية الدولية.

فشلت مخططاتهم

اليوم يلجؤون إلى تنفيذ مخططات مختلفة من خلال حلفائها مثل الائتلاف الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي. على سبيل المثال، يحاولون إعادة أهالي عفرين الذين نزحوا إلى الشهباء لتخفيف الضغط عليهم. يريدون إظهار أنه لا توجد مشاكل في عفرين. وكأن عفرين آمنة ويمكن للجميع العودة إلى ديارهم ومنطقتهم. الغنوشي في تونس  حليف رئيسي لحزب العدالة والتنمية في الوقت الحالي. وقد تمت الإطاحة به. كان هذا أيضًا بمثابة ضربة لهم. يشنون هجمات وعمليات في مناطق الدفاع المشروع. لكن كان هناك مقاومة كبيرة ولم يحققوا النتيجة التي أرادوها. كما سعوا أيضاً إلى إشعال حرب داخلية بين الأحزاب الكردية ولكن دون جدوى. لذلك يهاجمون اليوم شمال وشرق سوريا وشنكال بكراهية شديدة. يريدون الانتقام لفشلهم. تريد الدولة التركية من خلال هذه الهجمات افتعال مشاكل كبيرة في المنطقة. يجب أن يكون الجميع يقظين إزاء هذه الهجمات. ويجب أن ندرك بشكل خاص أن الدولة التركية لا تسمح بالاستقرار في شمال وشرق سوريا.

الدول التي لديها قوات في المنطقة مسؤولة عن هذه الهجمات

الجميع مسؤولون عن هذه الهجمات، ويجب عليهم اتخاذ موقف إزاء ذلك. الدول الأوروبية والدول الأعضاء في التحالف الدولي وحلف الناتو وخاصة الولايات المتحدة وروسيا لديها مسؤوليات في هذه المنطقة، وقوات تلك الدول موجودة هنا. وعلى الرغم من وجود كل هذه القوات هنا، إلا أن الدولة التركية تهاجم وتقتل المدنيين، وتعمل على خلق الفوضى. يجب عليهم اتخاذ موقف حازم ضد هذه الهجمات ووقف هذه الهجمات. من أجل تحقيق استقرار دائم، وأن لا يعود الإرهاب وداعش إلى المنطقة مرة أخرى، ولكي تتمكن الإدارة الذاتية من تطوير نفسها كتجربة ديمقراطية وتصبح جزءاً مهماً من حل الأزمة السورية. نحن نقول إن الإدارة الذاتية هي النموذج الأكثر نجاحاً وأساسياً. يمكن أن تكون أساساً لحل الأزمة السورية. تقع على عاتق الجميع مسؤولية مواجهة الهجمات التي تشنها الدولة التركية.

يجري الحديث على مستوى العالم عن الوضع في أفغانستان ووصول طالبان إلى السلطة بعد انسحاب الولايات المتحدة. كيف سيؤثر هذا الوضع في أفغانستان على سوريا والشرق الأوسط؟

إن التغييرات والأحداث التي تجري في أفغانستان وانسحاب القوات الأمريكية أحداث مهمة وستؤثر على المنطقة بأسرها. كيف تدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001 وكيف خلقت المقاومة توازناً جديداً وخلقت تأثيراً جديداً في المنطقة، كل ذلك باعتقادنا سيؤدي إلى توازنات جديدة. سيكون لها تأثير كبير على إيران وروسيا والصين وسوريا والعراق.

هناك مشاكل مختلفة في العراق وسوريا. فإذا كانت الولايات المتحدة باقية في المنطقة بذريعة محاربة الإرهاب، فإن هذا الوضع لا يزال مستمراً. لذلك فإن الوضع في المنطقة لا يشبه الوضع في أفغانستان من نواح كثيرة. لكن الشيء المهم في أفغانستان اليوم هو وصول طالبان إلى السلطة. حدث هذا في غضون أيام قليلة. تركيا على وجه الخصوص سوف ترغب في الاستفادة من طالبان لاستخدامها مرة أخرى في المنطقة. الكل يعرف أن داعش كانت موجودة، وفي بعض البلدان الأخرى كان الإسلام السياسي هو المهيمن، لكنهم هزموا. تبحث الدولة التركية الآن عن أماكن أخرى تستولي فيها هذه الجماعات على السلطة، بهدف الاعتماد عليها  وجعلها بؤرة لجميع القوى الإسلامية المتطرفة في العالم. وجهت الحكومة التركية العديد من رسائل الدعم لطالبان. يعلم الجميع أنه في أفغانستان، قبل التدخل الأمريكي وحتى بعد عام 2001، استقرت الجماعات الإسلامية المتطرفة في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان. تم تدريب العديد من الأشخاص هناك وتوجهوا إلى سوريا والعراق. الآن ستكون هذه المهمة أكثر سهولة. الدولة التركية هي التي تفتح الطريق وتساعدهم. الجماعات التي هي جزء من المعارضة السورية الخاضعة لسيطرة الدولة التركية، قريبة جدًا من طالبان. حتى أنهم أرادوا تكليف بعض مجموعات المرتزقة بمسؤولية أمن مطار كابول.

نعلم أن تركيا ستقوم بالكثير من العمل المشترك بينها وبين مجموعات المرتزقة وقوات طالبان. وسيظهر هذا الأمر بشكل جلي في الأيام المقبلة. من الواضح أن أفغانستان ستصبح بؤرة للفوضى والصراع في المنطقة. إذا اندلعت حرب أهلية في أفغانستان، فمن المستحيل أن يتحقق ويستمر الاستقرار في أفغانستان، ستظهر العديد من المجموعات ضد المقاومة.

ستبدأ مرحلة جديدة من المشاكل في المنطقة

طالبان وإيران ليسا على توافق. إنهم أعداء تاريخيون لإيران. وإيران تخشى هذا الأمر ويمكن أن تدعم الجماعات الشيعية في أفغانستان. هذا سيشكل تهديدًا لروسيا والصين أيضاً. لذلك فإن الجهة الأساسية التي ستدعم طالبان هي تركيا.  وهذا يعني أن مرحلة جديدة من الاضطراب ستبدأ في المنطقة. كشعوب شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية ، يجب ألا نعتمد أبداً على القوات الأجنبية الموجودة داخل أراضينا.

وجود الولايات المتحدة والتحالف الدولي في منطقتنا هو لمحاربة الإرهاب. سنواصل هذا النضال. سنحاول العمل مع هذه القوى من أجل الاستقرار والحل السياسي. أي بلد تدخله هذه القوى الخارجية من أجل مصالحها وتنفيذ مخططاتها، فإنها لن تكون قادرة على إقامة نظام دائم لصالح الشعب والمجتمع في ذلك البلد. المهم  هو أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تتأسس على قيم الديمقراطية في المنطقة. ويشارك الكرد والعرب والسريان والجميع في هذا المشروع.

بالاعتماد على هذه القوى سيتم ضمان استمرارية هذا المشروع، وليس بالاعتماد على بعض القوى الخارجية. بالطبع سنستفيد من تعاون القوى الخارجية معنا ضد الإرهاب. لكن لا يتم الاعتماد بشكل كامل على تلك القوى. الإدارة الذاتية والعديد من المكتسبات الأخرى كانت موجودة وأثبتت وجودها قبل وجود قوات التحالف الدولي في المنطقة. ومن الآن فصاعداً أيضاً ستستمر هذه المكتسبات، وسنتوجه نحو النصر النهائي من خلال التوافق بين شعوب شمال وشرق سوريا.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى