أخبار

“ناشيونال إنترست”: هكذا يمكن ردع إيران بعد رحيل أمريكا من أفغانستان

رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، أن رحيل القوات الأمريكية من أفغانستان في إطار سياسة تقليص تورط واشنطن في نزاعات الشرق الأوسط، سيشكل حافزا لإيران لتصعيد استفزازاتها، لكن إسرائيل ودولا عربية يمكنها العمل معا لتشكيل رادع قوي.

واعتبرت المجلة في تقرير نشرته، أمس السبت، أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يهدد بتقويض الأهداف الإقليمية الأخرى لإدارة الرئيس جو بايدن، من خلال منح إيران ورئيسها المتشدد الجديد (إبراهيم رئيسي) ضوءا أخضر لتصعيد التوترات على الأرض وفي الساحة النووية.

وأوضحت المجلة أن الولايات المتحدة تقف الآن على مفترق طرق، إذ يمكنها أن تستمر في البحث عن المخرج الذي يبدو سهلا؛ ما يقلل من التزاماتها الإقليمية والقفز مرة أخرى إلى الاتفاق النووي بتكاليف أكبر بكثير؛ ما يضر بمصداقية الولايات المتحدة المتبقية.

وقالت إنه ”يمكنها العمل مع الحلفاء الإقليميين لتعزيز الردع والبدائل القابلة للتطبيق للاتفاق النووي، بدءا بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لواشنطن“.

وذكرت المجلة أنه حتى قبل أحداث أفغانستان، أبدت طهران القليل من الاهتمام بلقاء بايدن في منتصف الطريق، وردت على إجراءات بناء الثقة أحادية الجانب التي اتخذها البيت الأبيض بزيادة الهجمات على القوات الأمريكية والقوات المتحالفة، وتسريع أنشطة التخصيب،وتقديم مطالب متطرفة في مفاوضات فيينا.

زيادة الضغط

وأشارت المجلة إلى أن إيران تفضل الضغط على الأبواب المفتوحة، وأنه مع المكاسب السريعة لطالبان، ستزيد طهران من الضغط على واشنطن للتنازل عن المنطقة وعن المسألة النووية بالسرعة والتهور نفسيهما اللذين غادرت بهما أفغانستان.

ورأت المجلة أنه ”بعد رؤية أمريكا تتخلى عن شركائها الأفغان، تشعر إيران أيضا بالجرأة لملاحقة شركاء الولايات المتحدة بقوة أكبر“، مضيفة أن هذا ما قد يقوم به الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، الذي قالت إن تعيينه للمتشددين في ملف الاتفاق النووي وعلاقاته الوثيقة مع الحرس الثوري، يعني ”نهجا أكثر قوة وصلابة“ من سلفه.

ونبّهت المجلة من أن أي اتفاق نووي من شأنه أن يقايض التراجع المحدود عن التقدم الإيراني في تخصيب اليورانيوم من أجل تخفيف واسع للعقوبات، سيزيد من تدخلات طهران في الشؤون الإقليمية وتكديس الأسلحة.

وقالت: ”لن تؤدي أي من هذه النتائج إلى تخفيف طموحات طهران المزعزعة للاستقرار أو المخاطر المترتبة على الصراع الإقليمي، والتي من المحتمل أن تجذب القوات الأمريكية مرة أخرى في ظل ظروف أقل ملاءمة بكثير“.

بايدن وبينيت

واعتبرت المجلة، أن اجتماع بايدن مع بينيت كان فرصة مناسبة لتأكيد دعم الرئيس الراسخ لإسرائيل للدفاع عن نفسها، مشيرة إلى أن ضمان امتلاك إسرائيل لذخائر دقيقة التوجيه وناقلات التزود بالوقود الجوي، وغيرها من القدرات الحيوية، أمر مهم بالقدر نفسه.

وقالت: ”بالفعل، فإن حرية إسرائيل في العمل، وضعت إيران في صندوق، سواء عن طريق تأخير ساعتها النووية إلى الوراء أو زعزعة وجودها العسكري في سوريا والعراق ولبنان وخارجها..“.

وختمت قائلة: ”لن تكون إسرائيل الشريك الإقليمي الوحيد للولايات المتحدة الذي يتحمل الآن أعباء أكبر للحفاظ على الاستقرار، لذلك يجب على البيت الأبيض أيضا إعطاء الأولوية لتوسيع اتفاقيات إبراهيم التاريخية،والمساعدة في إقامة تعاون دفاعي أعمق بين أعضائه .. ويمكن لمثل هذا الدعم أيضا طمأنة الحلفاء بقيمة الضمانات الأمريكية .. وإضافة إلى ذلك يجب على الإدارة الأمريكية أن تكون جادة بشأن إقامة قوة ردع خاصة بها ضد إيران .. وهذا يعني، على الأقل ضربات أكثر قوة ضد الهجمات على الأمريكيين في العراق، وخطط الطوارئ، والتدريبات، وعمليات الانتشار لتحييد المنشآت النووية الإيرانية“.

المصدر: إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى