أخبار

​​​​​​​الروسيات الدواعش في مخيم الهول: نريد العيش وفق شريعة داعش

تعدّ الروسيات الدواعش الأخطر في مخيم الهول، لأنهن يرغبن بالعيش وفق شريعة داعش، ويرفضن تعليم أبنائهن، وهناك الكثير من الأموال التي تأتي إلى المخيم، فمن أين يأتي هذا المال وإلى أين يذهب؟

يعدّ مخيم الهول بحق من أخطر المخيمات في العالم، حيث تعيش أكثر من 67 ألف امرأة من نساء مرتزقة داعش مع أطفالهن هناك، وفي كل شهر تقريباً، ترد أنباء عن أعمال قتل عنيفة يرتكبها قاطني المخيم.

ويقع المخيم في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، ويتم توفير الأمن في المخيم من قبل قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، وكذلك مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وقوات الدفاع الذاتي، التي حررت آخر معاقل داعش في آذار/مارس من العام الماضي.

وينشر قاطني المخيم معلومات يتهمون فيها حراس المخيم بإساءة المعاملة، وعلى الرغم من أن الروسيات يترددن في إجراء المقابلات، ويرفضن تصوريهن، إلا أن مراسلة القسم الروسي في وكالتنا ANHAالتي زارت المخيم تأكدت من أن النساء تعرضن للضرب هناك حقًا، ولكن ليس على يد حراس المخيم، بل على يد قاطني المخيم أنفسهم الذين يتبعون فكر داعش، حيث يعاقب هؤلاء، الأشخاص الذين ينكرون فكر داعش، وكذلك الأشخاص الراغبين بمغادرة المخيم والعودة إلى ديارهم.

وعند السؤال عما إذا قام أمن المخيم بضرب النساء، أجابت إحدى الروسيات الدواعش بوضوح: “لا، لسنا خائفين منهم، نحن نخاف من الله فقط، لم يفعلوا أي شيء لنا، لا تقلق”.

قاطني المخيم أخبرونا كيف يتم تنظيم التسلسل الهرمي في المخيم “لدينا أيضاً أقسام في المخيم”.

أما العمال من مختلف المنظمات غير الحكومية في المخيم فقد تحدثوا، وهم يرتجفون، عن الوحشية التي يتعرض لها مرضاهم السابقين.

الواقع أن الإصابات والأورام الدموية الناتجة عن الضرب هي إصابات متكررة يواجهها الأطباء المحليون.

 ويقوم الدواعش المتطرفون بإحراق خيم أولئك الذي يتم الشك بهم على أنهم “خانوا” فكر داعش.

كما تحدث عناصر الأمن الداخلي في المخيم عن الروسيات الدواعش وقالواً إنهن أخطر الدواعش.

ويعيش القاطنين في المخيم وفقاً لشريعة داعش، على الرغم من كل محاولات قوات الأمن الداخلي وقوات سورية الديمقراطية للحد من “عادات داعش”.

بالطبع، يبذل ضباط الأمن جهوداً كبيرة لاحتواء “برميل البارود” هذا، وهو المعسكر الذي يعيش فيه الآلاف من أنصار داعش المتحمسين.

ووفقاً لإدارة المخيم، تعيش فيه 300 أسرة من روسيا وحدها، إنها تعيش على أموال الإدارة الذاتية، وتقدم المنظمات غير الحكومية المساعدة الرمزية فقط.

وتبقى العديد من النساء مخلصات لإيديولوجية داعش، ولا ينوين تغيير معتقداتهن، ومع ذلك، لا يمكن وصف جميع قاطني المخيم بالإرهاب، حيث جاء البعض إلى سوريا برفقة أزواجهن، من أجل أطفالهن، لكن الروسيات الدواعش لسن في عجلة من أمرهن للعودة إلى وطنهن.

وقالت سميرة، التي تنحدر من قراتشاي – تشيركيسيا، “هناك حاجة إلى لجنة من روسيا لتختار النساء اللواتي لديهن أطفالـ ولا يدعمن الإسلام الراديكالي ولسن خطرات على المجتمع”.

ويلاحظ موظفو المخيم أيضاً أن الحاجة إلى اتخاذ قرار مبكر بشأن ترحيل “زوجات داعش” آخذ في الازدياد كل يوم، لأنه بالإضافة إلى النساء البالغات، فإن المخيم لديه أيضاً أطفال وأيتام.

ومستقبل الأطفال في المخيم غير واضح، إذ لا يمكن تعليمهم، لأن مرتزقة داعش يسعون إلى تعليم أطفالهم حسب تعاليم وفكر داعش، ولأنهم مقتنعون بأن أطفالهم في المستقبل سيحيون داعش من جديد.

وكذلك تمكنا من تبديد الشائعات بأن إدارة المخيم تساعد بعض الأشخاص من داعش على الفرار، واعترفت الروسيات، أنه لا يوجد فساد في المخيم، ويتم تنظيم الهروب من قبل الناس خارج المخيم، وبكثير من المال.

ونفت إحدى الروسيات في المعسكر شائعات الفساد في المخيم، وقالت “لا، ليس هناك أي شيء من هذا القبيل، هناك أناس من الخارج يساعدون الدواعش على الهرب”.

وأضافت “ماذا نفعل، نحن يائسات، إننا ننتظر العودة إلى ديارنا، لكن حكوماتنا لا تتحرك على الإطلاق، لذا نلجأ إلى الهروب من المخيم عبر مهربين، ومقابل مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 15 ألف دولار للشخص الواحد”.

وأما بخصوص مصدر تلك الأموال الضخمة الموجودة لدى قاطني المخيم من الدواعش، يقوم قاطني مخيم الهول بإنشاء صناديق خاصة، حيث يمكن للناس إرسال الأموال عن طريقها، وذلك عبر حملات لجمع التبرعات، حيث ترسل الأموال من جميع أنحاء العالم إلى النساء الدواعش.

فمن يأتي هذا المال وإلى أين يذهب؟ هذا أمر غير معروف حتى الآن، ولكن هناك الكثير من المال في المخيم، وكذلك هناك مخازن للمتفجرات أعدها الدواعش.

إن الحفاظ على مثل هذا المخيم ليس بالمهمة السهلة، حيث يشكل خطر الإرهابيين في المخيم مشكلة خطيرة لأهالي المنطقة والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.

ما المصير الذي ينتظر الروس الذين اختاروا العيش في ظل داعش؟ هل سيبقون في المخيم لفترة طويلة أم ستتحمل روسيا ودول أخرى المسؤولية عن تصرفات مواطنيهم؟ كل هذه الأسئلة لا تزال دون إجابة، والحكومة الروسية وحدها هي التي تستطيع الإجابة عنها.

المصدر: وكالة أنباء هاوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى