أخبارمقالات

طلال محمد – مرتزقةُ أردوغان أم عبيده؟

قد لا تفي تسمية «المرتزقة» بالغرض حين يكون الحديث عن المسلّحين السوريين الذين يقاتلون في سبيل مشاريع الديكتاتور التركي العثماني (أردوغان).. لماذا لا تفي هذه التسمية بالغرض؟

المرتزق عادةً لا يهمه الشخص الذي يموّله ولا مشاريع هذا الشخص، وإنما تهمه فقط كمية المال التي يحصّلها من وراء الارتزاق، فالارتزاق بالنسبةِ إليه يعد عملاً هدفه الوحيد هو كسب المال دونما ولاءٍ أو تبعيةٍ لتوجّهات المموّل ومشاريعه وسياساته ومطامعه، لكن ماذا لو اجتمع الولاء والارتزاق في الشخص ذاته؟ ألا يمكن حينها استخدام تسمية «العبد» بدلاً من “المرتزق”؟.

المرتزق هدفه المال، وهذا الهدف لا يعني بالضرورةِ أن يكون المرتزق بلا كرامة بصورة كاملة، إذ من المحتمل أن تصادفَ مرتزقاً يتخلّى عن ارتزاقه لصالح شخصٍ ما وعن المال الذي يحصّله من هذا الشخص إذا شعر أن الأمر يمس كرامته الشخصية، كأن يتعرّض للشتائم أو الاعتقال أو الاحتقار أو التقزيم أو التهديد بإيقاف التمويل أو غيرها من أشكال الضغوطات التي تمس الكرامة الشخصية. العبوديةُ التامة للشخص المموّل هي التي تُفقد الكرامة. هل نتوقّع أن يتمرد عبدٌ من عبيد أردوغان على أوامره إذا ما شعرَ بانتهاك كرامته؟!. لا أظن ذلك. بل أكاد أجزم.

من الصعب أن تجدَ مرتزقاً يشاركُ في هجومٍ على بلدةٍ أو مدينةٍ تحتضنُ أفراد أسرته النازحين وتقدّم لهم كل ما بوسعها تقديمه من مساعدات وخدمات، من الصعب أن تجد ذلك، إلا في حالةِ أتباع أردوغان، مثلما فعلوا حينما هاجموا مدينة عفرين التي كانت ملجأ آمناً لأسرهم النازحة من مناطق الاشتباك. الهجومُ على مدينةٍ تحتضن أسرة المهاجم، لا يفعله الارتزاق بقدر ما تفعله العبودية لآمر الهجوم.

ليس كل مرتزقٍ مستعداً لقتل أبناء شعبه وفق ما تمليه إرادة المموّل، وليس كل مرتزقٍ مستعدّاً لمساعدة المموّل في احتلال أرضه، وليس كل مرتزقٍ مستعدّاً للدفاع حتى الموت في سبيل مشاريع المموّل وتوجّهاته، وليس كل مرتزقٍ مستعدّاً لجلب المحتل إلى وطنه والموت في سبيل ذلك، فالمرتزقةُ عادةً يقاتلون خارج أوطانهم وليس في داخلها وضدَّ هذا الداخل، إلا في حالة أتباع أردوغان من السوريين، وهي حالة العبودية التامة للصنم الآمر.

المرتزقة يقاتلون خارج وطنهم من أجل المال، وهذه هي القاعدة المعروفة، لكن لا ينبغي لمرتزقٍ مهما كان منحطاً أن يقاتل في الخارج بينما هو يدّعي أنه صاحب قضية متعلّقة بتغيير نظام القمع في بلاده، هذا أمرٌ غير ممكن إلا في حالة عبيد أردوغان من السوريين الذين يتخلّون عن أسرهم المعرّضة للفتك على يد نظام القمع ويتخلّون عما يدّعون من القضايا ويقاتلون في الخارج مثل ليبيا في سبيل الصنم التركي وأحلامه.

باختصار، هؤلاء قرّروا قلباً وقالباً، فكراً ومنهجاً، ذهنيةً وسلوكاً، أن يكونوا عبيداً لأردوغان، فجميع أفعالهم سواءً في الداخل أو في الخارج تشير إلى عبوديتهم التامة لهذا الديكتاتور العثماني الذي يتخبط يميناً وشمالاً ويمارس مختلف صور البلطجة في المنطقة برمتها، وكأن العالم لا يحكمه قانون أو مبدأ!، أو كأن الرياح تجري دائماً بما تشتهيه السفن!.

يوماً ما ستتوقّف سفن أردوغان عن السير لأن الرياح الدولية لا تجري دائماً كما يشتهيه الطامع، حينها سيبرز السؤال الأهم: أين سيفرُّ هؤلاء العبيد؟ إلى من سيلتجئون؟. الضريبةُ ستكون كبيرةً للغاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى